حوار مع محمد حسن علوان المرشح في القائمة الطويلة
09/02/2017
متى بدأت كتابة رواية "موت صغير" ومن أين جاءك الإلهام لها؟ هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟
بدأت كتابة الرواية في مستهل العام 2015م. كان شتاءً بارداً في مدينة أتاوا الكندية حدثت فيه الصدفة بأن أقرأ جزءاً من سيرة محيي الدين ابن عربي. قضيت أياماً وأنا أجمع أطراف سيرته دون أن تحضرني نيّة الكتابة بعد. شيئاً فشيئاً شعرت بالضيق من قلة ما نعرفه عن ابن عربي بسبب غياب سيرته من كتب التاريخ وربما ضياعها في جملة ما ضاع من أعماله. طرأت لي فكرة أن أرمم هذه السيرة برواية متخيلة تكتبه كإنسان طفلاً وشاباً وعاشقاً وزوجاً وأباً منذ مولده حتى مماته. بدأت في الكتابة فوراً ووجدتني انخرط فيها بشكل يومي لم أتعوده من نفسي أثناء كتابة رواياتي السابقة. وعلى الرغم من انشغالي حينها بكتابة أطروحة الدكتوراة، فقد وجدت وقتاً ممتعاً بحق أنغمس فيه في العوالم التي تخيلتها عن حياة ابن عربي. جلستي للكتابة عنه كانت تشبه ركوب آلة زمن تعود بي ثمانية قرون إلى الماضي. انتهيت من كتابتها خلال عام وشعرت بالفقد.
كيف استقبلها القراء والنقاد؟
أغلب القراء رأوا أن الرواية تختلف بشكل كبير عن رواياتي السابقة. وهذا صحيح. كل ما فعلته في هذه الرواية كان مختلفاً عما تعودت عليه. الأسلوب، اللغة، الاشتغال البحثي، ومناخ السرد وحيثياته الزمانية والمكانية. هذه أول مرة أكتب عن حقبة زمنية مختلفة عن الحاضر أو الماضي القريب. هذه أول مرة أكتب سيرة لشخصية تاريخية متخيلة معروفة. هذه أول مرة أجدني مضطراً للبحث في مئات الكتب عن تفاصيل زمنية واجتماعية دقيقة. هذه أول مرة يكون هيكل السرد شبه مكتمل في ذهني قبل أن أبدأ في الكتابة. هذه أول مرة أفكر بحذر في الأسلوب اللغوي كي يتناسب مع الحقبة الزمنية. أما النقاد فما زالت الرواية غائبة عن أقلامهم لربما لحداثة نشرها أو ربما حجمها الكبير (592 صفحة). نشرت بعض القراءات النقدية الانطباعية في صحف عربية مختلفة ولكن ليس فيها ما يمكن وصفه بالدراسة النقدية المتعمقة.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
يبدو أني سأضل رهين الماضي بعض الوقت، فأنا أفكر في عمل تاريخي آخر وإن في حقبة أقرب قليلاً من حقبة ابن عربي. لن يكون هناك شخصيات واقعية هذه المرة. يبدو أن متعة سبر أغوار التاريخ روائياً استهوتني. أتمنى ألا يملّ القراء من ذلك.