حوار مع نادية النجار المرشحة للقائمة الطويلة
14/02/2025
![](https://arabicfiction.org/sites/default/files/styles/large/public/field/image/Nadia%20Najar.jpg?itok=OqZBQ8Dq)
متى بدأت كتابة رواية "ملمس الضوء" ومن أين جاءك الإلهام لها؟
بعد صدور روايتي ما قبل الأخيرة "ثلاثية الدال"، شغلَتني فكرة العمى، وكيف يعيش الكفيف في عالم المُبصرين. كانت رحلة طويلة من البحث عن ماهية العمى وأنواعه وأسبابه الطبية، ومنها تفرعتُ في البحث إلى تاريخ التصوير في المنطقة، وموضوعاتٍ أخرى لم أتوقعها.
قبل الجائحة أصبحت الفكرة واضحة، فبدأتُ رحلة اكتشاف الضَّوء وكتابتها. تغيَّر العالم بأسره في أثناء هذه الفترة العصيبة وبطبيعة الحال تأثرتُ كذلك، ووجدتُ أنَّ تلك الفترة ودون تخطيط تدخلُ في زمن الرواية، وتتدخَّل في أحداثها.
لستُ متأكدة من أين جاءني الإلهام لكتابة الرواية. أظن بأن الروائي عندما يكتب في موضوعٍ ما أو فكرة بذاتها، هو ليس حرًا حرية تامة كما يعتقد، فكل روائي لديه حصيلة فريدة من التجارب والخبرات التي اكتسبها في أثناء حياته وتُسيطر على أفكاره دون أن يُدرك. هنالك أشياء يريد أن يحكيها، أو أخرى يريد أن يفهمها أكثر. في "ملمس الضوء" ربما كنتُ أريد أن أفهم عوالم المكفوفين أكثر، ولم أجد من الكتب التي قرأتها والأفلام التي شاهدتها ما أشبع فضولي، فكانت نتيجة رحلة اكتشافي هي هذه الرواية، وحكاية البطلة نورة؛ الشابة الكفيفة، ونظرتها لما حولها في غياب حاسة البصر.
هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيمين عند إكمالها؟
استغرقتْ مدة العمل على الرواية ما يقارب الأربع سنوات من حيث البحث والكتابة والمراجعة، وبوتيرةٍ بطيئةٍ في أثناء الجائحة لسببٍ أجهله. لاحقا بدأتُ مرحلة التحرير والتدقيق اللغوي. وقد كتبتُ النص كله حيث أقيم في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية.
هل لديك طقوس للكتابة؟
ليست لديَّ طقوس صارمة أو ثابتة في الكتابة، ولكنني أحب أن أكتب في مكان يمتلئ بالحركة والأصوات. صباحًا أكتبُ في مقهى قريب من بيتي. أحبُ المكان لأنه ليس مزدحمًا ازدحامًا يُشغلني، وليس هادئًا هدوءًا يمللني، وفي المساء أكتبُ في مكتبتي الصغيرة المزدحمة بالكتب والأوراق.
الأمر الأهم بالنسبة لي، هو الالتزام بالكتابة اليومية إن سمحت ظروفي، حتى إذا اضطررتُ للكتابة في هاتفي النقال أو ورقة منفصلة.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
مازلتُ في مرحلة البحث عن فكرة رواية جديدة. عندي الكثير من الأفكار والشخصيات، ولكنها ليست مكتملة بعد. أحتاج إلى مدةٍ من الزمن لتكتمل الصورة قبل أن أبدأ.