حوار مع تيسير خلف المرشح للقائمة الطويلة

14/02/2025

 متى بدأت كتابة رواية "المسيح الأندلسي" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

بدأت بكتابة رواية "المسيح الأندلسي" أواخر عام 2022، وجاءني الإلهام حين قرأت دراسة علمية محكَّمة حول هجرة الأندلسيين إلى حي غلاطة في إسطنبول الأوروبية بعد مائة عام من سقوط غرناطة. الدراسة وسعت مداركي حول حي "باي أغلو" وبرج غلاطة الذي كان يثير اهتمامي منذ الأيام الأولى لإقامتي في إسطنبول، حين سكنتها لمدة خمس سنوات (من أواخر 2018 وحتى أواخر 2023). قبل تلك الدراسة لم أكن أفهم تماماً سبب وجود مسجد بطراز أندلسي في إسطنبول؟ وأقصد مسجد العرب. من هنا بدأت عملية بحث طويلة كانت أشبه بتحقيق استقصائي في المصادر المختلفة بحثاً عن الطبيب الأندلسي محمد بن أبي العاص، صاحب الشخصية الغامضة والمتعددة المستويات إلى أن تمكنت من حل لغزه ولغز تخفيه بأسماء متعددة.

 

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

استغرقت كتابة الرواية قرابة العام، ولكن سبقتها فترة بحث تقارب العام أيضاً. كنت أذهب بشكل شبه يومي إلى مقهى قرب بيتي في حي بكركوي في إسطنبول منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر. وقد كتبت منها عدة نسخ واقتراحات تتعلق بالشكل وترتيب الفصول، حتى أنني غيرت موقع الرواية مرتين، بمعنى أنني كتبت الرواية كاملة بصيغة الراوي العليم، ولكنني اكتشفت أن الرواي العليم الذي يخبر عن الشخصيات لم يستطيع إقناع القارى بالكثير من المواقف التي تقتضي أن يكون الراوي هو المتكلم نفسه، فقمت بكتابتها مجدداً بصيغة تبادلية بين الراوي العليم والراوي المتكلم، ولكن ظهرت لي إشكاليات أسلوبية قد تكون على حساب سلاسة الروي، وبعد تردد قررت أن أكتبها كلها بصيغة المتكلم فكان أفضل بمراحل عن الاقتراحين السابقين.

 

هل لديك طقوس للكتابة؟

أحب الكتابة في الأماكن المكتظة وسط حركة الناس وأصواتهم وضحكاتهم وتعليقاتهم. فالوجوه وتعبيراتها والحركة تحفز مخيلتي أكثر من الجلوس في مكتب معزول عن الصوت والحركة. أيضاً أحب أن أزور الأمكنة التي أكتب عنها وأن أتأمل التفاصيل وحركة الرواي في تلك الأمكنة، شيء يشبه الإخراج السينمائي. فعلى سبيل المثال عندما كتبت الفقرات المتعلقة ببرج غلاطة كنت أزور البرج بشكل يومي واصعد الدرج إلى قمته وأنظر من النوافذ في مختلف الأوقات صباحاً وظهراً ومساءاً.. أتأمل حجارة البناء وذلك المشهد الممتد على خليج البوسفور وخليج القرن الذهبي وأحياء بلط والسليمانية الفاتح.

 

 ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

أفكر جدياً بكتابة رواية عن جريمة قتل وقعت في دمشق في النصف الأول من القرن التاسع عشر، تحولت إلى حدث عالمي.