حوار مع أمين الزاوي المرشح للقائمة الطويلة
30/01/2024
متى بدأت كتابة رواية "الأصنام" ومن أين جاءك الإلهام لها؟
ربما تعود الشرارة الأولى لكتابة هذه الرواية إلى العام 1980، حين كنت بدمشق طالبا، وسمعت عن بعد أخبار الزلزال المهول الذي ضرب مدينة "الأصنام" (شلف حاليا) بالغرب الجزائري، وبدأت أتسقط أخبار أصدقاء يعيشون بالمنطقة، ومن بينهم صديق كانت بيني وبينه مراسلات منتظمة، له أخ يشبه إلى حد كبير شخصية مهدي في الرواية، انقطعت فجأة ولم يعد يجيب على رسائلي، وعلمت فيما بعد بأنه قضى تحت الردم وهو يمر بالمدينة قادماً من وهران في اتجاه العاصمة وقد توقف فيها لتناول فنجان قهوة؟؟؟ ثم نسيت الموضوع أو دفنته تحت ردم الأيام وتوالت الزلازل السياسية والطبيعية على الجزائر (الربيع الأمازيغي، انتفاضة 5 أكتوبر 1988، التعددية السياسية 1989، العشرية الدموية 1990-2000 وآخرها الحراك الشعبي) وفجأة عاد الموضوع ليشغلني ويسكنني....
هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟
كتبت الرواية في ظرف سبعة شهور، بدأتها في الجزائر العاصمة، واشتغلت عليها في عزلتين كتابية متباعدتين قضيتهما في نورمانديا بشمال فرنسا، ثم أنهيتها في صيغتها النهائية ونقحتها في الجزائر العاصمة.
هل لديك طقوس للكتابة؟
أنا لا أكتب في الليل، الليل بالنسبة لي للقراءة.
لا أنام قبل الثانية صباحا، وسريري هو ورشة الكتابة، ما بين الحلم والتفكير والتفكر تتشكل العوالم الروائية وتبنى الشخوص، حين أكون في مرحلة الكتابة يقاسمني الفراش شخوصي الروائية، أحاورهم ويحاورونني، أعيد ترتيب أدوارهم، أغير أسماءهم، نضحك معا، نسافر معا.
أشرع في الكتابة عادة في حدود الساعة العاشرة صباحا، أجلس في مكتبي لأسترجع أجواء السرير، ومرة أخرى أعيد الترتيب والغربلة ومرات أشعر بأن بعض الشخوص ترفض أن تتنازل عما تكون
قد فقدته في الليل.... هكذا تتشكل الرواية في طقوس من القراءة في الليل وورشة السرير والتحرير في الصباح.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
شرعت قبل أيام في كتابة رواية جديدة عن عمتي، وهي شخصية غريبة وعظيمة، أم لأربعة أطفال ثلاثة أبناء وبنت جميعهم ماتوا قبلها وهم مجانين، دفنتهم واحداً بعد الآخر، ولم تفقد يوماً ابتسامتها ولا نكتتها، إنها الشخصية التي أثرت في بشكل كبير من دون كل أفراد أسرتي الكبيرة، حياتها مع زوجها الذي قتل من قبل الثورة الجزائرية بعد أن اتهم باطلا حكاية مرعبة.