حوار مع درّة الفازع المرشحة للقائمة الطويلة
19/01/2024
متى بدأت كتابة رواية "أخفي الهوى" ومن أين جاءك الإلهام لها؟
بدأت كتابة رواية "أخفي الهوى" في شهر جانفي 2021 مباشرة بعد صدور روايتي الأولى "شيء من البحر فينا". كنت أريد أخذ مسافة من شخصيّات الرواية الأولى وكنت متأكدة أن ذلك لن يحدث دون المرور مباشرة إلى عالم جديد ينقلني إلى مرحلة أخرى وأعتقد أن نبذات الإلهام الأولى راودتني عندما مررت أمام قصر قديم يوجد قرب بيتي وهو قصر كان يعود للمصلح التونسي خير الدين باشا وكان الشارع الذي أتمشّى به أحياناً يحمل اسم شارع الجنرال خير الدين، ظل القصر المهجور المطل على البحر والذي يحمل آثار رخاء ولّى يثير فضولي خاصة أن الباب الخارجي كان مفتوحاً يسمح برؤية الحديقة ولكني لم أجرأ على الدخول أو طلب زيارة من الحارس رغم رغبتي الشديدة في ذلك وأعتقد أحياناً أنني لم أكن أرغب فعلاً في الدخول لكي يصير القصر مسرحاً لخيالي. بدأت تتشكل منه "فيلا اليقرا" حيث تدور أحداث مفصلية في الرواية وشخصية الجنرال الشاذلي الشريف وهو شخصية من وحي الخيال ولا علاقة له بالتاريخ ولكن اسم الشارع وروح القصر القديم شكّلا نقطة الانطلاق.
هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيمين عند إكمالها؟
استغرقت كتابة الرواية سنتين تقريباً بدأتها في جانفي 2021 وأنهيتها في سبتمبر 2022. كنت أقيم في منطقة خير الدين بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس وأعتقد أنني لا أستطيع كتابة رواية في أقل من سنتين وهو أجل أمنحه لنفسي به نسبة من المعقولية، أن يعتّق الحرف والمعنى دون أن تتعقّد العلاقة بيني وبين النص وأدخل في متاهات الشك والتردد وإعادة الكتابة اللامتناهية التي تفسد أحيانا أكثر مما تصلح.
هل لديك طقوس للكتابة؟
أكتب فجراً، في ساعات اليوم الأولى، ذلك لا يعني أنني لا أكتب ليلاً أو بقية اليوم ولكني أعتقد أن أهم مراحل كتابة رواياتي كانت فجراً، لا أستطيع الكتابة إلا في بيتي بملابس مريحة وأنوار هادئة وأستمع كثيراً لموسيقى "فيفالدي" فالكمنجات تعطيني النسق الذي أريده للسّرد، بعد الكتابة أمنح النص لزوجي ليقرأه لي بصوت عال وبهذه الطريقة أتمكن من اكتشاف موسيقى
الكلمات ومدى تجانسها ومواطن القوة أو الخلل فيها لأقوم بإصلاحها لاحقاً، كما يساعدني المشي والرياضة على توضيح أفكاري.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
أن أواصل في رواية ثالثة تكون تتمة للروايات الأولى التي أردتها ثلاثية غير مترابطة في الأحداث ولا صلة بينها عدا أنها تؤرخ لفترة من تاريخ تونس الحديث جداً، أي كل ما حدث إثر الثورة. انتهت أحداث رواية "أخفي الهوى" في شهر مارس 2015 وتنطلق الرواية الثالثة في نوفمبر 2015، وأؤكد أنها ليست سلسة و لا أجزاء مترابطة بل كل ما يربط بينها خيط رفيع جداً هو الأحداث المفصلية في تاريخ تونس.