حوار مع صالحة عبيد المرشحة للقائمة الطويلة
15/01/2024
متى بدأت كتابة رواية "دائرة التوابل" ومن أين جاءك الإلهام لها؟
أول جذوة بدأت في شهر أبريل 2020 في أوج فترة الحجر المنزلي.. كنت مأخوذة بفكرة تعطل الحواس بسبب المرض.. مأخوذة ومرتاعة في الوقت نفسه.. ولعل ذلك تسلل إلى اللاوعي الخاص بي بشكل ما لتولد شخصية شما بقدرتها الخارقة على الشم ضمن سلالة آل التوابل .. لتمازج بين النعمة والمأساة معاً.. لاحقاً أتت شيريهان وأشكال الأنوف والذهاب لما وراء تلك الحواس المباشرة.. ماذا لو كانت الرائحة مرآة للروح وهكذا رحت أحفر شيئاً فشيئا حتى وجدت الأرضية التي سأحرك عليها الشخوص والأحداث.. شخصية شيريهان الواضحة أتت لاحقاً بشكل خاص من حادثة عرضية جداً كان من خلالها صديق يتحدث عن جثة منتحرة كان يعاينها في موقع ما بحكم عمله في وقتها.. كانت القصة بالنسبة له جزء من روتين هو معتاد عليه وبالنسبة لي إلهاماً بخلق الشكل الذي تولعت من خلاله شيريهان بمحاولة سبر الموت عن طريق الجثث.. ومحاولة التسلل للمقابر لرؤية الموتى.
هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيمين عند إكمالها؟
استغرقت مدة العمل على الرواية قرابة السنتين من حيث العمل على الشخصيات وكتابة الفصول وإعادة توزيعها ثم ما تراوح بين الخمسة والستة أشهر تدقيقاً وتحريراً قبل أن يتم دفع العمل للناشر.. أما من حيث الأماكن فقد كتبت النصف الأول منه في الإمارات بين الشارقة ودبي ثم جاء النصف الثاني من الكتابة وإعادة ترتبيها أثناء الإقامة الإبداعية في الولايات المتحدة الأميركية ضمن برنامج الكتابة العالمي في جامعة آيوا حيث اكتملت الرواية هناك.
هل لديك طقوس للكتابة؟
في الحقيقة لا أستطيع أن أقول أن لي طقوساً ثابتة بمعنى الالتزام الصارم بها.. لكنني أفضل أن أكتب مع الضوء النهاري.. لا أحبذ فكرة الكتابة بعد غياب الشمس ما لم أكن مجبرة على ذلك .. أحب أيضاً وهذا شعور ضمني أن أكتب بمحاذاة الماء .. أو في مدينة بها مسطح مائي بحر أو
نهر وإن لم أكن أراه مباشرة.. وهذا لا يرتبط بشكل مباشر بالكتابة بقدر ما يرتبط بالألفة مع المكان الذي سأمارس فيه عاداتي الأثيرة ومنها الكتابة.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
أعمل حالياً على مشروع إبداعي جديد يمزج بين السرد و أشكال أخرى من الكتابة وهو بدعم من وزارة الثقافة الإماراتية ضمن برنامج المنح الخاص فيها ولازلت في خضم متعة تجريب الكتابة وخلق الشخوص والتنقل البحثي بين عدة دول كونه مرتبط أيضا بتاريخ الموسيقى وتحولات الجسد والتعاطي معه في الإمارات وما حولها.. الدعم والتمويل مرتبط بمراحل البحث والكتابة لمدة سنة ثم تأتي مرحلة مستقبلية لاحقاً للدفع بالعمل للناشر سواء داخل الإمارات أو خارجها.