حوار مع محمد النعّاس الفائز بالجائزة في دورتها الخامسة عشرة

27/05/2022

كيف شعرت عندما علمت بالفوز؟

شعور غريب الحقيقة. انا لم أهضم الخبر حتى الآن. هذا الاحتفاء من جمهور القراء، من الناس، من الأهل والأصدقاء شيء يجعلك تشعر بالفخر وبأن كل السنوات التي قضيتها في عزلة الكتابة وفي العمل الشاق للكتابة، تعطيك بذرة أمل أن هناك من يقرأ وأن الأدب في الأخير ينتصر.

هذه أول رواية لك. هل توقعت وقت كتابتها أن يكون لها مثل هذا الأثر؟

ليس بالضبط. قبل هذه الرواية كتبت ثلاثة مخطوطات لكنها لم تنشر. واحدة كانت في عام 2012 عن الحرب الليبية وكان يمكن لها أن تنشر لكنني سعيد أنها لم تنشر لأن إذا قرأناها الآن قد نجدها كارثية! هناك رواية أخرى كتبتها في 2016 لم تنشر أيضاً ورواية ثالثة كتبتها في 2017 ومزقتها فوراً. بعد أن انتهيت من كتابتها وتحريرها مزقتها ولم أتعب نفسي في محاولة نشرها. فعملياً هذه هى الرواية الأولي.

لم أتوقع ذلك. خاصة لأني كتبت مخطوطات سابقة وحاولت نشرها، خاصة المخطوط الأول حاولت جداً أن أنشرها وتعبت معها جداً، فعندما كتبت "خبز على طاولة الخال ميلاد" كنت أتمنى فقط أن أشوف الكتاب بين يدي. وفعلاً كان هذا نصر لي عندما أعطاني الناشر صديقي شوقي العنيزي نسخة الكتاب. حسيت كأني أب يشوف طفله لأول مرة.

هل تعتقد أن موضوع الجندر وتعريف الرجولة في المجتمعات المنغلقة سيظهر في أعمال أخرى؟

ليس بالضرورة. أنا احب القصص. أحب اكتشاف القصص. في رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" كنت أريد أن أعرف ماذا يريد مثل "عيلة وخالها ميلاد" أن يقول. لكن أنا عشقي الأول هو القصص. فممكن أكتب رواية على مفهوم العار، رواية عن الحرب. ليس بالضرورة تكون تعالج قضية ما. وبالتأكيد ليس على الروائي أن يستهلك نفس الموضوع لأنه رأى أن هذا الموضوع حصل على اهتمام وجوائز. قصة الخال ميلاد انتهت وهناك براح لقصص أخرى. ليبيا تزخر بالقصص وبموضوعات مختلفة جداً.

ما هي النصيحة التي تمنيت أن يقدمها لك أحد في بداية مشوارك؟

هى نصائح كثيرة. الأولى أن تمزق كتاباتك الأولى ولا تعبأ بها. ممكن أن تنشرها لكن بين أصدقائك وليس في مكان يمكن أن يعثر عليها الآخرون في المستقبل.

النصيحة الثانية هى القراءة. زاد الكاتب هو القراءة. الإنسان يجب ألا يتوقف عن القراءة بصفة عامة لكن الكاتب خاصة القراءة تكون بالنسبة له فطاره وغذاءه وسجائره وكل شىء في حياته.

النصيحة الأهم التي لم يعلمها لي أحد من أصدقائي وإنما تعلمتها من الخبز نفسه هى: الصبر. يجب أن يصبر الكاتب على العمل. الكتابة عمل شاق جداً نفسياً. وأن يصبر على نشر العمل، ينظر إلى عمله بنظرة نقدية، يعاود كتابته. يفضل ألا يُعجب بكلماته لأن الإنسان وقتها ممكن كلمة واحدة يخاف أن تحذفها. هناك نصائح كثيرة.

ذكرت في حوار سابق أنك تعلمت تقنيات صناعة الخبز من أجل كتابة الرواية. هل مازلت تخبز بعد الانتهاء منها؟

نعم ولكن قليلاً. آخر مرة خبزت كانت قبل رمضان بأسبوع أو أسبوعين. مشكلة الكاتب الأدبي أنه يتورط في مشروعات أدبية أخرى. مثلاً الآن المشروع يتطلب أني أتعلم اللغة الإيطالية. فتعلم اللغة سمعاً كقراءة وموسيقى استغلت الوقت الذي كنت أقضيه في الخبز. لكن أحاول أيضاً أني أخبز. صباحاً فطرت خبز باجيت فجلست أدقق فيه وأتأمله وأنظر إليه بنظرة نقدية كما لو كنت مدون طعام (فود بلوجر).