حوار مع خالد النصرالله المرشح في القائمة القصيرة
20/05/2022
أين كنت وقت الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة وماذا كان رد فعلك؟
كنت أستعد لأخذ قيلولة بعد نهار عمل طويل، حين توالت اتصالات ورسائل الأصدقاء والزملاء، أدركت أن الرواية وصلت إلى القائمة القصيرة قبل أن أرد على أي اتصال أو أطالع أية رسالة لأن إدارة الجائزة قد حددت يوم الإعلان مسبقاً. أما ردة الفعل فكانت مزهوة بلفيف الأحبة الذين أحاطوني بالتهاني والمشاعر الجميلة، وأدركت وقتها مدى الاهتمام الذي سيحظى به العمل بين القراء في المرحلة المقبلة.
معظم أعمالك تتميز بالتجدد الدائم والدخول في مناطق مختلفة وجديدة في العالم الأدبي. حدثنا عن اهتمامك بالتجريب في الكتابة الأدبية.
أبحث عن الإضافة، وما يمكن تقديمه من تجريب على المستوى السردي، وكذلك التوغل في مناطق وعرة وغير مألوفة نوعاً ما على مستوى الموضوع، وأعتمد في هذا على فطنة القارئ الجيّد الذي بمقدوره التعاطي مع الأساليب التي أحسبها جديدة، أو محاولاتي في هذا المجال، وأظن أن العمل الفني يجب أن يخلق قوالب جديدة لتقديم المتون التي بإمكانها مواكبة قارئ هذا العصر.
الرواية مليئة بحكايات كثيرة. فهناك حكاية المدقق الأساسية، والرواية التي يكتبها، وأيضاً حكايات ثانوية مع شخصيات أخرى. ما هي طريقة كتابتك للحكايات المختلفة من الرواية، خاصة وأنها تتلاقي في النهاية؟
الرواية تستغرق كتابتها سنتين أو أكثر بقليل، وخلال هذه المدة تختمر في رأسي شخصياتها وبيئتها وأجوائها، ولكون الكتابة التزاماً يومياً، فالأحداث تحضر في كل حين، وعند كل موقف، وعليه تتخلق من القصص الرئيسية قصصاً أخرى، وتنبت الرواية على مهل وتنضج ويحدث هذا التكامل الذي يتعجب كاتبها من تناميه مثل أي قارئ، فالحكاية هي الزاد الأساسي للعمل الروائي، وهو العنصر الذي يعوّل عليه القارئ أكثر من غيره.
يمكن وصف "الخط الأبيض من الليل" بأنها رواية التناقضات بدءاً من العنوان وحتى شخصية البطل الذي يفعل الشيء وضده في ذات الوقت. هل هذه التناقضات هي مصدر الصراع الذي يدفع بالقصة إلى الأمام؟
المتضادات سمة مألوفة في الأعمال الأدبية، وقد تأتي في أشكال عدة، الخط الأبيض من الليل قدّمَت صراعاً لقطبين مختلفين، المتحرر والمحافظ، الحكومي والمعارض، المتمرد والملتزم، وهناك صراع من نوع آخر يتمثل في موقف المدقق مع نفسه، في واقعه وخياله، وفي قبول وظيفته ورفضها، وفي الانصياع إلى مؤسسات الدولة ومقاومتها، وهكذا تندفع القصة وفق هذه الصراعات الصغيرة الكبيرة، التي تبدأ برياح عليلة وتنتهي بإعصار مدمر.
ما هي دلالة عنوان الرواية؟
نوع من المقاومة الصغيرة التي تركن إلى القلم "الخط" كسلاح بمقدوره شق فسحة في ظلمة الليل الكاسحة، بينما حرف الجر "من" قد يعبر عن بزوغ المقاومة من أصل الليل. لغة العنوان كذلك قد تبدو شعرية، وهي غير مألوفة على العناوين التي استخدمتها من قبل، وهذه اللغة متصلة بالثقافة بشكل أو بآخر.
وصف بعض النقاد أجواء الرواية بأنها كافكاوية في حين ووصفها آخرون بأنها تذكرهم بالكاتب بول آستور. إلى أىّ عائلة من الروايات تنتمي الخط الأبيض من الليل في رأيك؟
تنتمي إلى نفسها، لكن الأعمال الأدبية عامة منسوجة من خيوط متشابهة، متقاطعة أحياناً ومتشابكة، ما يهم أن تُقدم القضية التي يحملها النص بأفضل شكل ممكن، وكل روائي عليه التلوّن بما يقتضيه النص ويفرضه، سواء على مستوى اللغة أو العرض، وبكل الأحوال، الروائي لا يضع في رأسه اعتبارات حين يجد الشكل الأمثل لإظهار النص، هذا الأمر يتولاه الناقد فيما بعد، يصنف المتن ويشرّحه حسب أدواته.
من هم الكتاب الذين أثروا فيك كروائي؟
إسماعيل فهد إسماعيل، غابرييل غارسيا ماركيز، جوزيه ساراماغو. هذا لا يعني أنني لم أتأثر بكتاب آخرين، لكن هذه الأسماء الثلاثة غيّرت نظرتي حيال الكتابة الروائية.
ما هي الكتب التي تقرأها الآن؟
أقرأ هذه الأيام حول الميثولوجيا البابلية، ومجموعة قصصية إسبانية للكاتبة خوليا أوتشوا.