حوار مع منى الشمري المرشحة في القائمة الطويلة
21/03/2022
متى بدأت كتابة رواية "خادمات المقام" ومن أين جاءك الإلهام لها؟
بعد رواية "لاموسيقى في الأحمدي" التي كانت تدور أحداثها في مدينة بناها الإنجليز في الكويت بعد اكتشاف النفط وهي الأحمدي في الصحراء ومقابلها الفحيحيل على البحر، فكرت كثيرا في الحفر من جديد في جغرافيا الهوية الكويتية، بمعنى الانفتاح على الآخر، باب جديد لاستعراض التراث وفلسفة المكان وثمة أماكن ومدن مهملة في الأدب الروائي الكويتي، ووقع اختياري على الجزيرة الوحيدة التي كانت مأهولة بالسكان، وقررت أن تكون جزيرة فيلكا هي اللوكيشن الروائي الجديد الذي سأعمل عليه فكان المكان بطبيعته هو المحرض الأول على الكتابة لخصوصيته التاريخية الشديدة وعوالمه الإنسانية المتشابكة بهويات مختلفة تتصارع دراميا مع كينونية وهوية المكان في ذات الوقت، خصوصا وأنني احتفظ بكثير من القصص الساحرة والحكايات المثيرة بوجود مقام الخضر في الجزيرة وبالفعل بدأت في العام ٢٠١٩ أضع الهيكل العام لرواية "خادمات المقام" وكتابة ملخصات عن المكان والشخصيات وأحيك بهدوء وروية الرواية الجديدة.
هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيمين عند إكمالها؟
استغرقت الرواية مني عامين كامليين، العام الأول في البحث التاريخي وتجميع المعلومات والالتقاء بالباحثين والعارفين في المكان وأصدقاء لهم ذكريات طفولية دافئة وقديمة في الجزيرة، وقراءة مراجع تاريخية عن "فيلكا" وعلاقتها كجزيرة بما حولها.
أما العام الثاني في تفرغت فيه للكتابة والاشتغال على المسودات، وإطلاق خيول المخيلة لتركض على الورق والكيبورد وهي رواية "خادمات المقام" بعد معايشة الشخوص ومكنتني فترة الحجر المنزلي في شهور انتشار وباء كورونا التفريغ لقراءة ومراجعة الرواية أكثر من مرة، حتى قررت دفعها لدار الساقي والحياة في الخارج متوقفة ومعطلة في عزلة الخوف من كورونا بينما تضج برأسي حياة بطلات رواية "خادمات المقام" بصخب لم ينقطع ولم يهدأ.
كيف استقبلها القراء والنقّاد؟
استطيع أن أزعم أن "خادمات المقام" استقبلت بحفاوة وتعطش من القراء الذين كانوا ينتظرون جديدي الروائي بعد انشغالي في عدة أعمال درامية قدمتها القنوات العربية والمنصات الرقمية، وخصوصا إنني لست غزيرة في الانتاج الأدبي، وتحدث إلي أكثر من ناقد قرأ الرواية ودار بيننا نقاشات حول الرواية، كما أن معارض الكتب استقبلتها بشكل جيد وقد نفدت النسخ في معارض مهمة مثل معرض القاهرة الدولي، كما أن مؤشرات القراءة والتقييم في المواقع ونوادي القراءة مرضية تماما.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
في الواقع لدي ثلاثة مشاريع روائية تلح علي وتأسرني أفكارها، لكن ما يؤخر الاسترسال في الكتابة أن فيها جوانب تحتاج تفرغا للبحث في التاريخ، والعودة لعدة وثائق ومراجع وكتب لحقب زمنية معينة، كما هي عادتي في الكتابة الروائية والدرامية، فلا أكتب من فراغ أو لا أعتمد على ما تجود به المخيلة وحدها لأغرق في السرد، ولهذا تجدني كاتبة متأنية تحتاج وقتا طويلا لهندسة أعمالها وبناء هيكلها الدرامي لأخرج بعمل مشرف يجد حضورا وقبولا لدى القراء. أما الحرص على كتابة رواية كل عام فالنشر السنوي لايعنيني ولايشغل بالي.