حوار مع الكاتب جلال برجس الفائز بالجائزة 2021
10/06/2021
كيف شعرت عندما علمت بالفوز؟
لقد كان شعورًا مختلفًا دفعني إلى أن ألوذ بنفسي لدقائق وأنصت لأصوات الشخصيات التي أثثت "دفاتر الورّاق". كنت أسمع صوت إبراهيم يتسلل إلى مسمعيَّ من بين أصواتهم، وأراه يحمل الرواية ويرفعها بيمناه قدام برق لعج في سماء روحي. الفوز هو فوز الكلمة، هذه الكلمة التي تبدو لي مثل طائر كل واحد منا يراه من زاويته وزوايا الكون لا نهائية.
ذكرت خلال المؤتمر الصحفي الذي تلا إعلان الفوز أن "حواء هى مركز الكون وإنها حاضرة في كل رواياتي." حدثنا أكثر عن هذا. وما هي الصعوبة التي تواجهها في كتابة شخصية روائية نسائية؟
بالطبع حواء مركز الكون وتوازنه، فلا نص روائي من دونها، ولا كلمة من دونها، ولا حياة من دون شمسها التي ما تزال تقتل فينا كل أشكال البرد. إن غابت حواء عن أي شيء نقص. حين أكتب شخصية نسائية فإن مرجعيتي أمي التي آمنت بها من دون حدود، أعرف أحلامها، وانكساراتها، ورؤيتها، أعرف حتى ما تفكر بسرها. حينما أكتب حواء روائيًا فإني أنظر إليها عبر نافذة قلب أمي وغالبًا ما أنجح في رؤيتها.
يرى البعض الرواية باعتبارها تتناول أزمات الاغتراب وفقدان الحلم. هل تتفق مع هذه القراءة؟
تتناول الرواية في جوانب منها الاغتراب لدى الإنسان في هذه المرحلة لكن شخوصها وخطابها المعرفي لا يفتقد للحلم بل ينتصر له، ويشيع الأمل رغم كل ما يحدث. فحين تطلق الرواية أسئلتها فإنها بالضرورة تسعى إلى إجابات تصب في خانة الحلم بفضاءات أكثر شساعة.
بالإضافة إلى ذلك تحتوي الرواية على عناصر بوليسية ورومانسية وسياسية ودينية وسيكولوجية – كيف تصنفها؟ كيف تريد لروايتك أن تقرأ؟
يمكنني القول أن "دفاتر الورّاق" سعي نحو نمط جديد من الرواية، نمط لم يغفل عناصر الرواية السائدة، وبنفس الوقت ذهب إلى تقنيات حديثة. أن ما يراه البعض عناصر بوليسية أراه أنا عناصر تشويق لتبقي القارىء في يقظة قرائية لتصله الفكرة.
ما هى النصيحة التي تقدمها لكاتب عربي مبتدئ؟
على من ينوي أن يصوب القلم إلى رأس الصفحة أن لا ينصت إلا لصوته الداخلي ويكتب، يكتب كأن الكلمات ستصير جسرًا ينقذه من السقوط في الهاوية.
كيف ستحتفل؟
سأسافر إلى منطقة هادئة اقترحتها علي صديقة وأمكث هناك لزمن في الكتابة. يغدو هذا الشكل للاحتفال مناسبًا لي بعد أن احتفلت بي عائلتي، وأصدقائي، وقرائي.