حوار مع أحمد زين المرشح في القائمة الطويلة

17/03/2021

متى بدأت كتابة رواية "فاكهة للغربان" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

في أواخر العام 2013 بينما كنت أحاول وضع اللمسات الأخيرة، لروايتي "ستيمر بوينت"، وقبل أن أدفع بها للنشر، خطر لي أنني لم أكتف من عدن، وأن هذه المدينة التي لطالما آوت بشرا من كل الأطياف ومن كل الديانات، وكانت رائدة وتسبق محيطها في مجالات كثيرة، ما تزال عصية على الاستيعاب. مدينة، بدت لي أشبه باللغز، أو من الثراء والغموض ما تعجز عن مجاراته مخيلة الروائي.

كانت "ستيمر بوينت" تتناول عدن تحت الاحتلال الإنجليزي، وتنتهي الرواية في اليوم الأخير للاستعمار، وقبل أن يتسلم الثوار الحكم. عندها، انبثقت الفكرة، فكرة أن أكتب رواية أخرى عن عدن، وليس جزء ثان مطلقا. رواية أخرى، جديدة، وكأنني لم يسبق لي أن كتبت رواية عن هذه المدينة. رواية تخوض في مرحلة الاستقلال والتي حكم فيها اليسار ما أصبح لاحقا جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، كتجربة تعد الأولى من نوعها عربيا.

تميزت عدن بعد الاستقلال بتعقيدها وتشابك أمور عديدة فيها. كان هناك صراع، لكن ليس واضحا كما هو الحال في حقبة الاحتلال الانجليزي، وساد العنف، لكن أيضا ليس كما في الزمن الكولونيالي. عنف طليق، يختلط فيه العقائدي بالأيديولوجي بالقبلي بالعشائري. ومع ذلك، بقيت عدن، حتى آخر لحظة في تلك الحقبة اليسارية، مأوى الشيوعيين والفارين من بلدانهم، بحثا عن فضاء بلا حدود. في زمن اليسار، كان المشهد غير مرئي، مرتبك، مليء بالشعارات والوعود بفردوس على الأرض، لكن لم يتحقق شيئا من كل ذلك، عدا أن الفتك كان أشد ضراوة، أكثر منه مع المستعمر الإنجليزي. تحولت عدن، في زمن اليسار، إلى جنة للشيوعيين من شتى بقاع العالم. لكن لم يلبث أن تحول هذه الفردوس إلى جحيم. فكرة أن تكتب رواية عن كل ذلك، بدت ليست فقط جذابة، إنما شديدة الأهمية، فهي مرحلة مليئة بالأسرار ويكتنفها الغموض.

 

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

البحث عن منظور للرواية وزوايا جديدة للنظر، يترافق مع ذلك البحث عن المادة وجمعها ثم تمثلها، والانطلاق في الكتابة في شكل منتظم، كل هذا استغرق مني حوالي 4 سنوات وأشهر. إلا أنني حين الكتابة، آخذ الأمور بهدوء وتأني، فلا يوجد ما يدفعني للاستعجال في الانتهاء من الرواية. لذلك، قد تبدو هذه المدة الزمنية كثيرة، نوعا ما. طبعا، كنت أتردد أثناء الكتابة على عدن، في كل زيارة لي لليمن.

 

كيف استقبلها القراء والنقّاد؟

أستطيع وصف استقبال الرواية من النقاد والقراء بالجيد جدا، أكثر من 11 مقالا نقديا نشر حولها حتى الآن في منابر عربية مهمة، ورقية وألكترونية، ولعدد من الأسماء النقدية المرموقة. وتناولت المقالات الرواية من زوايا مختلفة، وتوقفت عند مفاصل اعتبرتها أساسية في اشتغالي، إن كان ذلك على صعيد الموضوع، أم على مستوى جماليات الرواية.

 

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرّواية؟

الفكرة موجودة، والمنظور آخذ في التبلور، وقد بدأت في جمع المادة، منذ أكثر من عام، ثم أحتاج الوقت لبدء الكتابة. إلا أنه من المبكر جدا، الكشف عن ملامح هذا المشروع.