حوار مع خليل الرز المرشح في القائمة الطويلة
20/01/2020
متى بدأت كتابة "الحي الروسي" ومن أين جاءك الإلهام؟
بدأت بكتابة رواية الحي الروسي منذ أربع سنوات. كنت أعيش في بلدة جرمانا بريف دمشق. وقد شهدتْ هذه البلدة ظروفاً أمنية صعبة لسنواتٍ نتيجة قربها الشديد من جبهةِ قتالٍ بين جيش النظام وبين فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية- كانت المسافة بين الجبهة وبين أولى عمارات البلدة المأهولة من ناحية الغوطة، ومنها العمارة التي كنت أسكن فيها، لا تتجاوزعملياً خمسمئة متر. لكنها، نسبياً، كانت أكثر أمناً من المناطق التي تستهدفها الطائرات والمروحيات، برغم قذائف الهاون التي كانت تتساقط عليها يومياً تقريباً من مسلّحي الغوطة. وكان عشرات آلاف النازحين من مختلف المناطق السورية المدمّرة قد نزحوا إليها على مدى سنوات. لكن سكان البلدة، الأصليين والوافدين، برغم اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية، كانوا يتعايشون بسلامٍ حقيقي كما لو أن أولادهم لا يتقاتلون، بعضهم ضد بعض، في الجبهات المشتعلة البعيدة والقريبة. من هنا جاءت الفكرة الأولى لكتابة رواية عن حيٍّ، آمن ٍبصعوبة شديدة، يعيش، منذ سنوات، على حافة إحدى جبهات حربٍ يرفض دخولها.
هل استغرقت كتابة الرواية مدة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟
استغرقت كتابة الرواية ما يقرب من ثلاث سنوات. لم يكن بوسعي أن أعمل عليها في مكان واحد بصورة متواصلة. فقد بدأتها في جرمانا، ثم أكملت قسماً منها في تركيا واليونان، بعد خروجي من سورية، وأنهيتها في مدينة بروكسل حيث أقيم حالياً.
كيف استقبلها القراء والنقاد؟
تبعاً لما كتب عنها حتى الآن في الصحافة الثقافية، ولما يصلني عبر الرسائل الالكترونية ووسائل التواصل، يبدو أنها تنال استحسان قارئيها من العاملين في النقد والأدب، وكذلك من المهتمين بالقراءة عموماً.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
هناك أكثر من مشروع. لعل الأقرب منها هو الشغل على ما تراكم لديّ من تفاصيل خروج السوريين إلى البلدان الأخرى. لن يكون ذلك طبعاً بمثابة استعراض الصعوبات التي واجهتهم والتغنّي بها، فما يهمني دائماً هو كتابة رواية جميلة في نهاية الأمر. رواية تُمتع القارئ دون أن تستدرّ تعاطفه الجاهز مع أبطالي في مواجهة الأهوال. هذه الأهوال أصبحت الآن باردة بين يدي، ولا داعي لتكرار صورتها الواقعية المرعبة في الرواية أيضاً. الرواية، قبل أيّ شيء آخر، لعب رشيق ومحترف.