حوار مع مبارك ربيع المرشح في القائمة الطويلة

30/01/2019

 متى بدأت كتابة رواية "غرب المتوسط" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

ليس من عادتي أن أضع تواريخ مضبوطة، لبداية الكتابة أو الانتهاء منها؛ لكن يمكن تقدير ذلك بمؤشرات، تجعلني أقدر أنني بدأت كتابة الرواية مع بدايات 2016، وانتهيت منها أواخر 2017  بما يشكل قرابة سنتين؛ ويدخل ذلك ضمن معدل الفترة التي أستغرقها عادة في كتابة رواياتي غير المجزأة، وهي مدة ما بين سنتين إلى ثلاث، أو أكثر في حالات استثنائية.

أما بخصوص الإلهام لكتابة هذه الرواية، فأقول إنني منذ سنوات وفكرة تراودني، من قبيل "آخر مهاجر"، بما يعني الفكرة عن شخص يعتبر نفسه، أو يعتبر بكيفية ما، كآخر مهاجر، أو آخر محاول الهجرة إلى أوربا، وذلك بغض النظر عن الكيفية التي يمكن أن يتحقق بها ذلك روائياً؛ الإلهام يأتي إذن، من واقع ما نراه ونعيشه اليوم، في المغرب على الخصوص، وفي البلدان المغاربية عموماً، من أمواج الهجرة من إفريقيا بالذات، كما من غيرها، بقصد العبور إلى "الجنة" الأوروبية الموعودة الموهومة، وما يتولد عبر ذلك من تجارب وعلاقات ومعاناة. 

 

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

يمكن القول إن ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات، تمثل الفترة التقريبية لكتابة رواية من رواياتي، وذلك بعد كل الاستعدادات التي يتطلبها الموضوع، علماً بأنني لا أكون متفرغاً كلياً لكتابتها؛ وفي هذا السياق يمكن القول إن "غرب المتوسط" لم تكن خارجة عن هذا الإيقاع، وأظن أنها تطلبت مني حوالي سنتين، بعد استواء موضوعها في ذهني.

وقد كتبت روايتي هذه، في الأماكن التي أتحرك فيها عادة، وهي مسكني بالرباط وإقامتي الثانوية الخاصة على شاطئ الأطلسي (شاطئ الصنوبر في منتصف ما بين الرباط والدار البيضاء) أو في الضيعة  التي أتردد عليها، في مسقط رأسي ببلدة بنمعاشو (قرابة 100 كلم) جنوب شرق الدار البيضاء، علماً أن روايتي أثناء كتابتها، ترافقني في أسفاري القريبة والبعيدة، وقد أمارس كتابتها قليلا أو كثيراً أثناء ذلك، حسب الظروف.

كيف استقبلها القراء والنقاد؟

بخصوص ردود الفعل الأولية حول الرواية، من خلال القراء العاديين من إعلاميين وطلبة وأساتذة، ما عدا النقاد والباحثين، فالاستجابات إيجابية مشجعة، كما أن  لقاءات مبرمجة حولها لهذه السنة، مع طلبة الماستر في بعض الجامعات  بمبادرة من أساتذتهم؛ لكن ما نظل ننتظره ويبقى محتاجاً إلى بعض الوقت  كالعادة، فهو الدراسات النقدية الأكاديمية،  وذلك اعتباراً لطول الفترة التي يتطلبها وصول الرواية من بيروت إلى المغرب، وكذا  توزيعه من جهة، و تبعاً لإيقاع حياتنا الثقافية عامة والمتابعة النقدية بوجه خاص، من جهة ثانية

 

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

مبدئيا، أنا منهمك بدرجة ما في مخطط روائي جديد، لم تتضح كل معالمه بعد، لكنها تتنامى وأتعايش مع شخصياتها؛ علماً بأن لدي  عدا ذلك، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، تصور لعمل روائي خاص جداً في روائيته، وأشعر بأنني لم أمتلك بعد كل أدواته؛ طبعاً أتجنب التحديد بخصوص موضوعات روايتي المفترضة، أو ما يمكن أن تحمله من عناوين أو رؤية وتوجهات، وهي في مرحلة التكوين؛ فذلك دأبي، في انتظار أن يكتمل العمل الروائي، ويتحدث من ذاته.