حوار مع حجي جابر المرشح في القائمة الطويلة
30/01/2019
متى بدأت كتابة رواية "رغوة سوداء" ومن أين جاءك الإلهام لها؟
أتذّكر أني بدأت كتابة رغوة سوداء فعلياً في يونيو من العام 2015، لكني قبل ذلك، وكبقية أعمالي بذلتُ الكثير من الوقت في بناء النص في ذهني، بالتوازي مع عملية البحث المعرفي والاستقصاء عن المواد اللازمة لتشييد الرواية بالشكل المطلوب. قبل أن أكتب الجملة الأولى، كنتُ قد سافرتُ، وقرأتُ عدداً من الكتب، وشاهدتُ ساعات من الأفلام الوثائقية والتقارير الإخبارية، واستمعتُ لشهادات أناس على علاقة بالموضوع، وقارنت بينها. ثم جاءت مرحلة الكتابة وهي تحويل كل ذلك البحث والتقصيّ إلى حكاية متماسكة تستبطن المعلومات بحيث تبقى ممتعة ولا تتحوّل إلى عمل صحفي مباشر.
هذه الرواية تأتي ضمن المشروع الذي أشتغل عليه منذ البداية وهو الإضاءة على إرتريا والقرن الإفريقي؛ على إنسان هذه المنطقة، ماضيه وحاضره وثقافته وهمومه. لا أعرف متى جاءتني الفكرة بالضبط، لكني أخذتُ وقتاً حتى استجمعت الشجاعة للبدء فيها.
هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟
أنا أميل لوصف كل ماله علاقة بالرواية التي أعمل عليها "بالكتابة"، فالبحث عن المعلومات اللازمة كتابة، والتفكير ليلاً ونهاراً كتابة، والابتعاد عن النص لبعض الوقت هو نوع من الكتابة أيضاً.. الخ. على هذا الأساس يمكن القول إن الرواية استغرقت وقتاً طويلاً، لكنه وقت ممتع بلاشك، فكل من يكتب يعرف شعور الحياة الموازية الذي يرافق الكاتب أثناء الاشتغال على رواية ما، ويعرف الحزن الذي يعتريه حين ينتهي ويفارق ذلك الشعور اللذيذ.
كنتُ قد بدأت رغوة سوداء وانتهيت منها في مكان إقامتي الحالي في الدوحة.
كيف استقبلها القراء والنقاد؟
أنا معتاد في كل أعمالي على إطلاع عدد كبير بعض الشيء من الأصدقاء على النص قبيل إرساله للناشر، ولا أجد حرجاً في إعلان ذلك. ويمكن ملاحظة ذلك من قائمة الشكر الطويلة في نهاية رغوة سوداء. هذا الأمر يساعدني كثيراً في محاولة تجويد النص والوصول به إلى مرحلة مرضية نوعاً ما.
أنا كاتب يخشى القارىء و"يعمل له ألف حساب"، ويرى ضرورة أن يبقى هذا الخوف مع كل عمل، لذا فابتهاجي كبير بالطريقة التي تم استقبال الرواية بها من قبل القراء في موقع قودريدز ومن النقاد الذين كتبوا عنها. ولعلّ دخولها إلى المراحل النهائية من الجائزة يصبّ في هذا الاتجاه. خاصة إذا علمنا أن موضوعها شائك يشبه المشي على حبل رفيع بين بنايتين.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
إرتريا والمنطقة التي تحيط بها لا تزال غير منبوشة ولا مكتشفة كما ينبغي. سبق لي زيارة جزيرة دهلك على البحر الأحمر وهناك رأيت الآثار متناثرة على طول الجزيرة، فقد أخذتْ الحكومة ما تحتاجه لملء المتحف القومي وتركت الباقي. الأفكار في هذه المنطقة تشبه تلك الآثار المرمية على قارعة الطريق، ما علينا إلا إيجاد الشكل الفني الذي يصلح لإخراجها إلى العالم على هيئة رواية.