نصرالله: "أنا ضدّ مسكّن للقارئ"
14/05/2018
شارك كُتّاب القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية وإبراهيم نصرالله، الروائي الفلسطيني الفائز بالجائزة عن روايته "حرب الكلب الثانية"، في ندوتين عُقدتا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالتعاون مع أعضاء نادي قراءة "اقرأ" ومؤسسة "بحر الثقافة".
تحدث إبراهيم نصرالله عن دوافع كتابة روايته الفائزة قائلا إنها كُتبت لتهز القارئ وتدعوه إلى التأمل، وأضاف: "أنا ضد مُسكّن للقارئ....الفرح ليس قيمة أدبية".
وردًا على سؤال طُرحَ من قبل قارئات "اقرأ" حول أسباب حضور النساء كقارئات والرجال ككتاب غالبا، قال نصرالله إن تفوّق النساء ظاهرة عالمية ومن الجدير بالذكر أن تسعين بالمائة من القراء في فرنسا هم من فئة النساء، وربما يعود السبب إلى كونهن يمتلكن الأمل أكثر من "الرجل المهزوم"، على حد تعبيره، فـ"عندما تقرأ تبحث عن أمل أو عن مخرج ما". كما عبّر عزيز محمد، كاتب "الحالة الحرجة للمدعو ك" عن رأيه أن الرجال والنساء في السعودية يقرؤون على حد سواء، وأن الفكرة السائدة عن الرواية سابقا كمادة تافهة لتسلية ربات البيوت هي فكرة ذكورية.
© Khéridine Mabrouk / IPAF
وعن كتابة روايته الأولى، قال عزيز محمد إنه بدأ بكتابة القصة قبل الرواية باعتبارها أهم أنواع فن الكتابة، ثم ذهب إلى كتابة هذه الرواية التي تشكلت في ذهنه تدريجيا، حيث بدأت كيوميات موظف شركة التأمينات يراقب الآخرين من حوله، ولم يكن هذا الموظف الشخصية الرئيسية في البداية ولم يكن موضوع السرطان واردًا. وعن معنى عنوان الرواية وبالتحديد كلمات "المدعو ك"، قال محمد إن الموظف يقلّد كافكا الذي كان يكتب يوميات ويسعى إلى أن يكون مثله، إلا أنه يفشل ولا يتحقق حلمه، ويصبح مثل الروائي المشهور جيمز جويس، الذي سافر باحثا عن تجارب جديدة.
وفي منتدى "بحر الثقافة"، الذي نُظم تحت رعاية الشيخة شيخة بنت محمد آل نهيان، أشارت شهد الراوي إلى الاختلاف الحاد حول قيمة روايتها الأولى "ساعة بغداد" المرشحة للقائمة القصيرة، لدى القراء الذين انقسموا بين من أحبوها ومن كرهوها. وردا على سؤال حول ما إذا كان جيلها من الكتاب الشباب معنيين بالذاكرة، مثل الكتاب المخضرمين، أكّدت الراوي أنها تخاف من ضياع الماضي وسعت في روايتها إلى الاحتفاظ بذكريات لحظات شبابية بكل أحلامها وأوهامها وخيالاتها، وأضافت: "كل ما لا نعرفه هو المستبقل، حتى إن كان في الماضي".
© Khéridine Mabrouk / IPAF
وعن الحاضر والمستقبل، قال إبراهيم نصرالله إنه كتب روايته عن المستقبل القريب وليس البعيد، إذ تُعتبر "حرب الكلب الثانية" تأمّلا في دواخل الإنسان وما يقدر على أن يفعله: "الإنسان لا يزال مفتونا بالعدد الذي يمكن أن يقتله...الإنسان لا يتعلم". وفي هذا السياق، أكّد أمير تاج السر أن "الإنسان طوّر أدوات الشر" منذ بداية التاريخ إلى الآن وقال عن روايته "زهور تأكلها النار" إنها متابعة لمصير النساء في مدينة دمّرتها عناصر متطرفة، بينما كانت روايته السابقة "توترات القبطي" تتناول مصير الرجال في المدينة. وكانت قد تنبأت روايته تلك التي صدرت عام 2009 بما يحدث الآن من اضطرابات واجتياح المدن من قبل قوات متشددة.
أما وليد الشرفا، كاتب "وارث الشواهد"، فاعتبر أن الإنسان الفلسطيني هو وارث الصدمة ولا يزال يحمل ألم الذاكرة حتى لو خرج من فلسطين وعاش في الرفاهية في مكان آخر، وأن شخصية "الوحيد" تعيش في الخيال وليس في الواقع.