حوار مع أمين الزاوي المرشح في القائمة الطويلة

14/02/2018

متى بدأت كتابة رواية "الساق فوق الساق" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

سكنني موضوع رواية "الساق فوق الساق" مدة خمس سنوات تقريبا قبل أن أشرع في إنجازها، هاجس هذه الرواية المراوح ما بين سيرة أسرة على ضوء خلفية وقائع تاريخ الجزائر المعاصرة، هاجس ظل يعذبني، يؤرقني و كأنني كنت أخشى نسيان تفصيل ما، شيء ما، بدأت كتابتها  قبل ثلاث سنوات ثم تركتها؟ كنت أنتظر وفاة أحد شخوص هذه الرواية كي أكتبه بكل حرية، الشخصية الأقرب إلى قلبي، كنت أريد أن تكون بيني و بينها مسافة ما كي أراها جيدا، و حين وصلني خبر رحيلها عدت على الفور إلى أوراقي، و لم أترك النص حتى أتيت عليه، و كأنني كنت أحدث هذه الشخصية، قبل أن تداهم ذاكرتي عواصف النسيان.

الرواية هي سيرة أسرة تتقاطع كثيرا مع شظايا سيرتي و مع مسار أسرتي الكبيرة، أسرة تتكون من الأعمام و العمات و الخالات، زوجاتهم و أزواجهن و الأبناء، أسرة بحجم قبيلة صغيرة.  و هي إلى ذلك صورة عن الجزائر في جحيم حرب التحرير حيث المنافي و التشرد و الوفاء و الخيانة، الثورة التي تُحوِّلُ الأخوين إلى خصمين أو عدوين  نظرا لخيارات أيديولوجية مختلفة و متناقضة يتبناه كل واحد منهما، و الرواية هي قراءة لجزائر ما بعد الحرب التحريرية ، في السنوات الأولى الاستقلال، مرحلة بناء الدولة الوطنية، حيث الانقلاب العسكري و التوجه الاشتراكي الذي يقرر مصائر الجميع... الرواية هي دفاع عن الحرية الفردية في مواجهة ثقافة القطيع المفروضة على الإنسان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

كتبت رواية "الساق فوق الساق" على دفعة واحدة، بنفس واحد، بعد أن كانت تعيش معي و فيّ مدة خمس سنوات، كانت تأكلني، قضيت ستة أشهر في الكتابة، أي التحرير، و ثلاثة أشهر في التنقيح و التدقيق.

أنجزت رواية "الساق فوق الساق" في كتابتها الأولى بنورمانديا شمال فرنسا، حيث الهدوء الذي يشبه الصلاة. ثم أعدت قراءتها و تصحيحها في مدينة الجزائر العاصمة، و بالضبط في وسط العاصمة، بحي تليملي، حي العجائب السبعة، حي ضاج بالحركة و الحياة.

كتبت رواية "الساق فوق الساق" على إيقاع موسيقى "الصمت" من جهة و إيقاع موسيقى "الصخب" من جهة أخرى.

كيف استقبلها القراء والنقاد؟

لقد كان استقبال القراء لرواية "الساق فوق الساق" مميزا، حيث أقيم لها احتفال خاص بمعرض الكتاب الدولي للكتاب بالجزائر، و قد نفذت جميع النسخ خلال أيام المعرض.

كما أن هناك مجموعة من الأطروحات الجامعية قيد الإنجاز عن الرواية في الجامعات الجزائرية و المغربية و التونسية و الفرنسية.

و قد كان للرواية حيزا كبيرا من النقاشات سواء في الإعلام المرئي أو المسموع أو المكتوب، كما أنها أثارت كثيرا من النقاشات على شبكات التواصل الاجتماعي.  

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

أشتغل على نص روائي جديد يتناول علاقة "الداعية" بالإبداع، و ذلك من خال إعادة قراءة التراث العربي و الإسلامي و تفكيك هذه العلاقة، و من خلالها طرح مسألة الحرية الفكرية و الاجتماعية.

و هو مشروع روائي في البحث عن علاقة العرب و المسلمين "بالماضي"، و كيف يمكن أن يكون الماضي مؤشرا للتقدم كما يمكنه أن يكون عاملا للكبح و النوسطالجيا الفارغة.