حوار مع جنى الحسن بمناسبة صدور "طابق 99" بالانجليزية

25/11/2016

مبروك على صدور النسخة الإنجليزية من رواية "طابق 99". هذه أول رواية لك تترجم. كيف وجدت عملية الترجمة وقراءة كلماتك فى لغة أخرى؟

شكراً… الترجمة كانت ممتازة وأشكر هنا المترجمة ميشال هارتمان التي بذلت جهوداً كبيرة وكانت حريصة على أن نتعاون معاً لكي تكون النتيجة مرضية. على الصعيد الشخصي، حين أقرأ الرواية باللغة الإنجليزية، من المضحك أنّي أشعر كما لو أنّني أقرأ رواية لست أنا من كتبها. ولدي هذا الشعور تقريباً تجاه مجمل كتاباتي لكني سعيدة إن قرأت.  

كيف استقبلها القراء والنقاد؟

من المبكر أن يكون لديّ تصوّر واضح عن ردود الفعل تجاه الرواية. هناك ردود فعل إيجابية، لكن في المجمل الرواية صدرت منذ أقل من شهر فمن المبكر أن أرى إن كان سيكون لها صدى لدى القارئ الأجنبي أو القارئ باللغة الإنجليزية. للأسف، أنا في حالة إحباط إلى درجة ما من أحوال الأدب في العالم. لا أعرف أين سيكون الأدب لنقل خلال عشرين عاماً من الآن. الأدب بالنهاية هو شكل رفيع من أشكال التعبير الإنساني، هو هواجس الناس وحيواتهم وتعبهم وآلامهم وأفراحهم. لكن هناك سؤال يلحّ عليّ حول هذه الإنسانية بشكل عام، فما بالك التعبير عنها!

انتقلت مؤخراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تقع بعض أحداث الرواية. هل كنت ستغيرين شيئاً فى الرواية اذا كتبتها الآن؟

الأمكنة من الداخل مختلفة طبعاً عن الأمكنة كما نتصورها أو نقرأ عنها. لكن في طابق 99، لم أكتب الولايات المتحدة الأميركية متغلغلة في مجتمع هذه البلاد، أي أني لم أكتب أميركا من الداخل. كتبتها نسبة إلى علاقة مجد بها وكمكان للغرباء، ونيويورك لا تزال بالنسبة لي هكذا. ربما لو كنت في أميركا حين كتبت الرواية، لكتبت رواية مختلفة تماماً بموضوع مختلف. لكن لا أغيّر شيئاً في الرواية إن أمكنني التغيير الآن، لأنّ كل رواية أو كل نصّ مرتبط بإطار زمني ومكاني معيّن. لو كتبنا نفس النصّ بعد نصف ساعة من موعد كتابته الفعلي، لربما يأتي مختلفاً.  

ما هي الكتب التي تقرأينها الآن؟

للأسف من الصعب الحصول على الكتب باللغة العربية هنا، لذلك أقرأ إصدارات روائية بالإنجليزية وقرأت مؤخراً الروايات الست التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة مان بوكر البريطانية. وكانت متنوّعة وممتعة.

هل تغيرت كتابتك أو رؤيتك للكتابة بعد صدور "طابق 99" باللغة الإنجليزية؟

الكتابة تتطوّر دائماً لكن هذا ليس مرتبطاً بصدور "طابق 99" باللغة الأنجليزية، الأمر مرتبط بالكاتب وعلاقته مع الحياة بشكل عام وتراكم خبراته وتجاربه. بالنسبة لرؤيتي للكتابة، على قدر ما هي مهمّة بالنسبة لي على قدر ما هي شاقة خصوصاً في ظل عدم توفّر الوقت الكافي لها. عدا عن كوني كاتبة، أنا امرأة عاملة ومعيلة والشق اليومي لمستلزمات الحياة الضرورية يسلني أحيانا من الوقت أو الحيز الذي أحتاجه للكتابة. الكاتب لا يؤمّن دخلاً من خلال كتبه، إلا في أحوال نادرة، وهذا أمر مؤسف. وبالتالي نضطر أن نعاند ونثابر على كافة جبهات الحياة لكي نكتب.

ككاتبة عربية مقيمة فى الولايات المتحدة هل تشعرين بضغوط – داخلية أو خارجية – لكتابة قصص معينة؟ وكيف تتعاملين مع هذه الضغوط؟

حين يفقد الكاتب حريّته، يفقد كلّ شيء. الكتابة لديّ حيّز خاص لا أسمح لأحد بالتدخل به أو الاعتداء عليه، أو بالأحرى أحاول بشتى الطرق الحفاظ على خصوصيته وعدم التأثر بأي ضغوط إن وجدت.

ذكرت فى حوار سابق "لدى رغبة أن أكتب سيرة مجتزئة ولكننى أتهيب الأمر". هل لا تزال هذه الرغبة موجودة؟ وهل اقتربت من كتابة هذا العمل؟

أخشى أن أحوّل نفسي إلى مادة روائية لأنّ حياتي ليست مرتبطة بي فحسب، بل بالأشخاص الذين يحيطون بي وبالتالي ليس من حقي أن أكتب عنهم من دون أن يوافقوا. وبالتالي هذه الرغبة لا تزال مجرد رغبة. لكني أعمل على سيرة متخيلة ليست شخصية.

هل تعملين على مشروع أدبي جديد؟

نعم كما ذكرت مسبقاً، أعمل على سيرة هي فعلياً رواية لأنها سيرة امرأة أنا اختلقتها أي ليست موجودة فعلياً. كنت في صدد كتابة مشروع آخر حين داهمتني الفكرة التي أعمل عليها حالياً فوضعت المشروع السابق على الرف لحين أنتهي من مشروعي الحالي. أفضل أن أعطي أي عمل أدبي الوقت والجهد اللازم لأكتبه بأفضل ما بوسعي لذا قد يستغرق الأمر وقتاً إضافياً خاصّةً أنّ تغييرات كثيرة مرّت بحياتي خلال الفترة الماضية.