حوار مع علي غدير المرشح في القائمة الطويلة
27/01/2017
متى بدأت كتابة رواية "سفاستيكا" ومن أين جاءك الإلهام لها؟
بدأتُ بكتابة الفصل الأول منها في نهاية العام 2011، استعداداً للمشاركة به في الندوة الثالثة للجائزة العالمية للرواية العربية. لكنني تأخرت في إتمامها، نظراً لظروف خاصة مررت بها، حتى أنجزتها في العام 2013. ولم أتمكن من جمع المبلغ الكافي لطباعتها ونشرها، فحدث أن أعلنت دار سطور للنشر والتوزيع عن مسابقة (جائزة بغداد للرواية العراقية)، ووافقتْ الدار على مشاركة الروايات المخطوطة، فشاركتُ وحالفني الحظ أن أفوز بالجائزة؛ لتطبعها الدار على نفقتها.
جاءني الإلهام من محورين؛ الأول اطلاعي واعتناقي لنظرية الجذب، التي تفيد بأن الإنسان يجذب من الكون كل ما يفكر فيه بعمق، سواء أن فكّر بنفع أو بضرر، ومن هنا انبثق القول المأثور "تفاءلوا بالخير تجدوه"، وأرى - وفقاً للنظرية - أن تتمة القول هي؛ تشاءموا بالشر تجدوه. أما المحور الثاني فهو اطلاعي على سيرة لسياسي عراقي سيء الصيت، لا زال حتى يومنا هذا يتلاعب بمصير الوطن والشعب، وهو الذي تعود جذوره إلى بيئة ريفية قريبة من بيئتي، الأمر الذي سهّل عليّ معرفة دوافعه واستنتاج أفعاله، كما أن الشارع مليء بالأخبار عنه. وهنا توجّب عليّ أن أسرد المعلومات المألوفة بطريقة تشد القارئ إليها؛ ليقارنها مع خزينه، وينتهي راضياً عما يقرؤه.
هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟
استغرقت أكثر من سنتين، وكنت أقيم في مدينة كركوك حين بدأت بكتابتها، ثم حدث أن تلقيت تهديدات بالقتل؛ بسبب كتاباتي التي تحث على حرية الفكر وتحرير المرأة، ما اضطرني لنقل سكني يوم 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 إلى مدينة أربيل الآمنة نسبياً، وهناك تمكنت بعد استقراري أن أكمل الرواية.
كيف استقبلها القراء والنقاد؟
أكاد أجزم أن القراء قد استقبلوها قبولاً حسناً، فلم يصرّح أو يلمّح أحد بسلبية عنها، وهي الرواية الأولى - كما صرّح أحد النقاد - التي وقفت موقفاً دقيقاً محايداً من رئيس النظام السابق، فلم تمتدحه ولم تذمّه، وقد يكون هذا هو السبب الرئيس في قبول الجميع لها. أما النقاد، فلم أتوقع استقبالهم الإيجابي لها بهذه النسبة الكبيرة، إذ توّقعت أن تكون نسبة قبولها جيدة جدا، لا سيّما وأنني جديد على الساحة الروائية العراقية والعربية، لكن ما أذهلني أن النسبة كانت ممتازة.
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
رواية تتحدث عن دور رجال الدين في تشويه الدين من أجل مصالحهم، وتقييدهم حرية المرأة، وسوف أتخذ نموذجاً تاريخياً ليكون محوراً أساسياً في الرواية، وهي شخصية (قرّة العين) المرأة العالمة التي تعتبر رمزاً مهماً في الديانة البهائية، وهي أولى امرأة أسفرت أمام العلن في القرن التاسع عشر، وكشفت عن جمالها الباهر؛ الأمر الذي أدى إلى قتلها على أيدي السلطات ورجال الدين.