عاصفة على الجزر
أحمد منور
نزل مصطفى بن سعيد بجزر القمر كأستاذ مُعار لتدريس العلوم الطبيعية، فوجد نفسه وسط هيئة مصغّرة من الأمم المتحدة، جمعت بين أساتذة متعاونين، جاؤوا من مختلف البلاد العربية والأوروبية والإفريقية والأمريكية، فانعكس تنوعهم البشري على نوعية التعليم، وعلى علاقتهم بالطلبة، وعلى سلوكهم في الوسط الاجتماعي، وكانت علاقة مصطفى بن سعيد بطلبته، علاقة ود واحترام متبادل، ميزها حرصه على ربط دروسه بالبيئة المحلية، الطبيعية والاجتماعية، لتكون ذات فائدة علمية وعملية، ولكن ذلك كان يصطدم أحياناً ببعض المعتقدات، والمحرّمات المحلية، ويتناقض مع جوانب من السياسة التي كان النظام الحاكم يطبّقها، ويجنّد لها فئة واسعة من شبان الثانويات للدفاع عنها، فسبّب له ذلك بعض المتاعب والمضايقات، بفعل التقارير التي كانت تكتب عنه من تلاميذه أنفسهم، باعتبارها دروساً تتدخل في الشأن الداخلي للبلد، وتشوش عقول الطلبة. وكان رئيس النظام الحاكم الذي اغتصب السلطة بانقلاب عسكري، يتوقع انقلاباً عليه من المرتزقة الأوروبيين أنفسهم الذين ساعدوه في الإطاحة بالرئيس السابق، وهذا ما حصل فعلاً، فاستولى المرتزقة على البلد، وقتلوا الرئيس، ولم يسلم منهم مصطفى بن سعيد، فنفوه من البلد بجريرة ما كتبه في مجلات فرنسية كبيرة عن قائدهم، العقيد بوب دنار. تعتبر رواية "عاصفة على الجزر" من الروايات العربية الأولى التي تتناول مجتمع جزر القمر وبيئتها وثقافتها.
الناشر
دار التنوير الجزائر
ترشيح
القائمة الطويلة 2024