ما رأت زينة وما لم ترَ
رشيد الضعيف
زينة عاملة منزل، تعود عصرَ الرابع من آب من سنة 2020 إلى بيتها، وتسمح لها زحمة السير بتأمل الشارع الذي تمرّ فيه، العامر بالحياة، شبّاناً وشابّات. فبيروت مدينة حية رغم الأزمات التي تعيشها، بسبب انهيار سعر العملة والاقتصاد، والخلافات السياسية العميقة، والصراع الدولي والإقليمي عليها وفيها. لكن عندما وصلت زينة إلى بيتها حدث الانفجار العظيم، انفجار المرفأ، أعظم انفجار في التاريخ بعد القنبلة الذرية في هيروشيما، فتغير كل شيء وتحول. تحول منطق الوجود، وتحولت القوانين التي تجري بحسبها الطبيعة، فلم تعدّ تصدق عين ما ترى، ولم يعد يدرك عقل ما جرى، أن تلعق الجرذان جروح الأجساد النازفة، وأن تمطر السماء رذاذاً من زجاج. ورغم ذلك أصرت زينة الوفية على العودة إلى بيت مخدوميها، برفقة ابنتها، لترى ما حلّ بهم، فتُفاجأ هناك بما رأت وتُصدم.
ترشيح
القائمة الطويلة 2025